مارجة مصيدة الموت للقوات الأمريكية

مع المجاهدين فى ميادين القتال
من واقع بيانات الإمارة الإسلامية ـ 2

مارجة مصيدة الموت للقوات الأمريكية

# “مارجه ” مركز خلية النحل الذى تورط فيه الأمريكيون . يمنعهم الحياء من مغادرتها ، وتمنعهم عمليات المجاهدين من مجرد الشعور بالحياة .
ـ أكبر مصيدة للدبابات هى المنطقة حول مارجه . والموت يترصد الداخل والخارج منها
# هلمند مركز ثقل أساسى فى معركة تحرير أفغانستان . والأمريكيون فى مستنقع غاص معهم فيه البريطانيون .
ـ مجازر للدبابات والجنود فى صحارى هلمند .

# كلاب البنتاجون تواجه خسائر فى الأرواح.
# الكلاب الأمريكية فشلت فى الحرب ولم توفر حماية تذكر ضد كمائن المتفجرات . ولكنها نجحت فى عمليات التعذيب ونهش أجساد الأسرى وأكل جثث الشهداء .
# المجاهدون فى بادخشان يطبقون الجبل على الدبابات الألمانية والمجاهون فى هلمند يغرقون الدبابات الأمريكية فى اليم .
# مطلوب تدخل دولى سريع لإنقاذ دبابات أمريكية سقطت فى بئر ماء وقتل جميع طاقمها ومازالت عالقة داخل البئر .
وعلى كل قادر على المساعدة الإتصال بالعنوان التالى :
ولاية هلمند ، مديرية نوزاد ، “منطقة بئر كاريز”
تاريخ الحادث : العاشرة من صباح الجمعة 23/ 4/ 2010م
الموافق 8 جمادى الأول 1431هـ
# مجاهدى بدخشان يفجرون ممر جبلى فوق الدبابات الألمانية فيدفنونها ويقتلون من فيها .
# العدو يوجه عملياته الإنتقامية إلى المدنيين ، ردا على عجزه الدائم فى صد هجمات المجاهدين .
# الجيش الأمريكى يلقى القبض على عمال اليومية فى حقول الخشخاش !! .

# مطلوب تدخل جمعيات الرفق بالحيوان لمنع الجيش الأمريكى من إساءة إستخدم الكلاب فى الحرب وتعريضهم للقتل فى عمليات إكتشاف ونزع الألغام .

# الهجوم على النقاط الأمنية وإحتلالها وإحراق محتوياتها وقتل من فيها ، أصبح عملا روتينيا لدى المجاهدين .
يحصلون منه على غنائم وأسلحة ، ويستدرجون به قوات العدو إلى كمائن مدمرة.

# أكثر الكمائن فى أفغانستان أصبحت تتم فى وضح النهار وتستغرق الإشباكات من نصف ساعة إلى 6 ساعات بما يدل على ضعف الإسناد الجوى لدى العدو ، وتدهور فى قدرات قواته الإرضية , وعدم قدرتهاعلى تقديم الدعم بالسرعة المطلوبة .

ـ “القناصة” سلاح يأخذ موضعه بالتدريج كأداة لبث الرعب فى جنود العدو .

من الذى يسمم فتيات المدارس فى أفغانستان ؟؟.

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

مارجة مصيدة الموت للقوات الأمريكية

بقلم  :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
المصدر  :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
www.mafa.world

من أفضل ما كتب حول منطقة مارجة وهلمند عموما من وجهة نظر عسكرية وسياسية كان ما جاء على لسان القائد العسكرى لمنطقة مارجه ، الملا عبد الرزاق أخوند ـ (نشرالحديث فى مجلة الصمود العدد 45) ـوالآن من أجل إستعراض وتحليل العمل العسكرى هناك ، فإن مراجعة ما جاء فى ذلك الحديث يعتبر هاما جدا لفهم ما يجرى فى تلك المنطقة .

إن مارجه منطقة صغيرة ضمن مديرية ” ناد على” ، وقال ملا عبد الرزاق وقتها أن معركة العدو فى مارجه دعائيه وليست عسكرية ” وأنهم مضطربون جدا من إنتصارات المجاهدين فى أفغانستان . وأن هزائم جنودهم المتواصلة أمام المجاهدين جعلت قدراتهم تحت السؤال وأصبحت شعوبهم فى شك وريب من قدراتهم العسكرية والدفاعية.

لذا أعلن ماكريستال وبقية جنرالات التحالف الصليبى المنهزمين ومن أجل إعادة مكانتهم الخاسرة البدء فى الإستيلاء على منطقة محدودة وصغيرة جدا فى ولاية هلمند ، فأعلنوا عمليات مارجه الدعائية ” .
هذا ما قاله ملا عبد الرزاق عن العدو ، فماذا قال عن المجاهدين؟.
لقد قال منذ أشهر ما يلى:

( إن المجاهدين جنوا ثمارا جيدة بالإستفادة من تكتيك ” الكر والفر” . إن تضاريس مارجة وموقع قنواتها الزراعية تصلح لمثل هذه المعارك. هنا يوجد أماكن آمنه للكمائن والهجمات المباغته من قبل المجاهدين على العدو والعودة إليها . نحن أثناء المقاومة نستخدم تلك التكتيكات التى تتحقق فيها أمكانية مزيد من إنتصارنا).

والآن عند التمعن فى المعارك العنيفة المتواصلة فى مارجة وخسائر العدو هناك فى الأفراد والمعدات بشكل قد لا يكون له نظير فى باقى أماكن أفغانستان ، يمكننا أن ندرك مدى دقة كلام القائد عبد الرزاق ، وأيضا مدى كفاءته وكفاءة رجاله فى تطبيق تلك التكتيكات. فالأرقام تتحدث عن ذلك بوضوح .

وتطرق ملا عبد الرزاق إلى نقطة غاية الأهمية فى سياسة الإمارة الدفاعية ليس عن مارجة فقط ولكن عن هلمند وأى منطقة أخرى فى أفغانستان تتعرض لحملة مماثلة .

فقال : ( يساهم مجاهدى هلمند بشكل عملى فى الدفاع عن مارجه . وإنهم مع الهجوم على مارجة مباشرة بدؤوا بإستهداف الأهداف الثابتة والمتحركة للعدو تحت ضربات المجاهدين ، ويهاجمون على مراكزهم العسكرية ويستهدفون قوافلهم العسكرية ، ويفجرون عليهم ألغاما موقوته على جانب الطرقات .
علما بأن هذا التضامن والتعاون بين المجاهدين أوجدتهما اللجنة العسكرية للإمارة الإسلامية على مستوى البلد كافة . وهما منفذان من قبل المجاهدين فى ولاية هلمند بشكل عملى وفعال خلال السنوات الست الماضية وكان لها نتائج مثمرة جدا ).

من هنا يمكن فهم أن كل ما يجرى فى هلمند هو كتلة مراصة تخدم الوضع الجهادى فى هلمند كولاية وفى مارجة كموضع للتحدى المتبادل، كما تخدم وضع أفغانستان كلها و ما يدور عليها من معارك.إنه وضع إستراتيجى متماسك توفره قيادة مقتدرة للإمارة الإسلامية. لهذا يعترف البنتاجون بسيطرة الإمارة على ثلاثة أرباع البلاد ، وهو رقم أقل من الواقع بكثير لأنه حتى فى المناطق القليلة التى يسيطر عليها المحتل ، فإن الإمارة تشاركهم فيها من خلال المقاومة السرية والتواجد غير المعلن فى الحياة المدنية للسكان .

ومن عاصروا حالة الفوضى والتنافس الحزبى والتدخل الخارجى فى عمليات المجاهدين فى فترة الجهاد ضد السوفييت ، يدرك مدى عظمة العمل التنظيمى الذى أنجزته الإمارة الإسلامية فى إدارة جهادها الناجح ضد أعتى قوى الطغيان السياسى والجبروت العسكرى فى التاريخ .

ما نريد الوصول إليه قبل الدخول فى تفاصل بعض عمليات مارجه هو القول بأن ما يجرى من عمليات جهادية فى هلمند يصب فى النهاية لصالح عمليات مارجة .
والعكس أيضا صحيح ، بحيث أن الإستنزاف الكبير للعدو فى مارجة يصب فى صالح الوضع الجهادى فى هلمند بل وأفغانستان كلها .

من يوميات المجاهدين فى مارجه
يعتبرحادثا طبيعيا فى مارجة أن تنفجر عبوات ناسفة فى دوريات العدو فتدمر الدبابات ويقتل الجنود .
وهذا ما حدث مثلا يوم الخميس (22/4) عندما تم تفجير دبابة كانت ضمن قافلة للعدو تمر بين منطقتى “سيستانى آبى” و ” زرندو” بمديرية مارجة .
حدث ذلك ظهرا ، وهو مكرر لما حدث فى صباح نفس اليوم فى منطقة (عباد الله قلف ) حين دمرت دبابة بنفس الطريقة ، وأيضا قتل جميع طاقمها .

كـــلاب البنتاجـــون
ـ نوع آخر من العمليات الروتينية وهو تفجير عبوة ناسفة فى فريق نزع الألغام ، وهى ألغام يتم تفجيرها عن بعد .

وهذا ما حدث نموذج عنه فى مارجة فى نفس يوم الخميس(22/4) عندما حاول فريق نزع الألغام المرافق لقافلة أمريكية أن ينزع لغما، يدار عن بعد، من على جانب الطريق وكان الكلب المدرب المرافق للفريق قد أكتشف اللغم .

فجر المجاهدين اللغم فقتل أثنان من الجنود الأمريكين على الفور وأصيب إثنان آخران بجروح خطيرة . أشلاء القتلى تناثرت فى الحقول القريبة ، وإستمرت هناك لفترة طويلة ولكن الشئ المؤسف أكثر هو مقتل الكلب المدرب . ولاشك أن حدثا كهذا سوف يهز الرأى العام الأمريكى والأوروبى إذا تم الكشف عنه فى الإعلام الدولى . وإذن لتحركت جمعيات الرفق بالحيوان لإنقاذ تلك الكائنات اللطيفة التى يعرضها الجيش الأمريكى للأخطار فى أفغانستان . ولكن يعوض ذلك أن كلاب مدربه أخرى تنال حظا أوفر من لحوم ضحاياها من الأفغان . وهى كلاب مفترسة تستخدم لتعذيب المعتقلين والأسرى ، وتأكل لحوم الشهداء على مرأى من ذرويهم . وهى جرائم أرتكبت على نطاق واسع فى أفغانستان . ولكن جمعيات حقوق الحيوان لن تبالى طالما أن كلاب البنتاجون تتناول ما يكفى من لحوم الأفغان ، لذا فهى تعانى دوما من الصحة الجيدة .

ملاحظة آخرى هامة :
وهى أن المجاهدين أجادوا إستخدام كلاب البنتاجون وقدرتها على إكتشاف العبوات المتفجرة كى يجذبوا الكلاب ومن خلفها جنود نزع الألغام ، بل وباقى القافلة إلى كمين كبير بالمتفجرات يودى بأعداد كبيرة من الجنود رفقاء الكلاب.

الجيش الأمريكى يجمع الأفيون

وكما قال ملا عبد الرازق القائد العسكرى فإن ( مارجة هى منطقة عادية من مناطق مديرية ناد على بولاية هلمند ) .
ونضيف هنا معلومة مستقاه من إحصاءات مكاتب الأمم المتحدة تقول بأن منطقة ناد على هى من أغنى المناطق بزراعة الأفيون فى هلمند وبالتالى أفغانستان .

وبالتالى يمكن إعتبار العملية الأمريكية فى هلمند هى محاولة لتحسين إمكانية جميع الأفيون بالقوة المسلحة من خلال التمركز فى أغنى المناطق الزراعية ، مثل مارجة ، ومديرية ” ناد على” . وهكذا نفهم مغزى عملية ” مخلب الدب فى يوليو من العام الماضى التى كانت مجرد عملية مسلحة لجمع الأفيون الجاف من هلمند .

ومن المتوقع أن تكون العملية القادمة ، والتى يقول الأمريكيون أن مسرحها سيكون قندهار ، لن تخرج عن مفهوم جميع الأفيون بالقوة المسلحة من مناطق هلمند الغنية بالأفيون .

وللتذكير أيضا نشير إلى أن أحصاءات الأمم المتحدة لعام 2001 تقول أن هلمند فى آخر أعوام حكم الإمارة الإسلامية لم تنتج جراما واحدا من الأفيون (!!) فمن إذن يرعى زراعة الأفيون وتصنيع الهيرويين ، وتسويقه دوليا على إتساع القارات الخمس ؟؟.

ـ يقول خبر على علاقة طفيفة بموضوع الأفيون أن القوات الأمريكية داهمت فى منتصف الليل (22/4) منازل للقرويين فى منطقة “ماتكى” الواقعة مديرية “ناد على” وألقت القبض على خمس عمال بالأجرة يعملون فى مزارع الأفيون ، وأدعت أنهم من حركة طالبان .

المداهمات الليلية من أكبر المنغصات التى تثير الأهالى ضد قوات الإحتلال لأنها تنتهك خصوصيات الناس وتقاليدهم الراسخة .
ولكن المرجح أن ترويع المزارعين مقدمة لتليين مواقفهم و” إقناعهم ” بالقوة والتهديد ونهش الكلاب إن يسلموا محصول الأفيون كاملا لقوات الإحتلال الأمريكى .

ربما يرى الأمريكيون أن حملات الترويع الليلى لمزارعى الأفيون ، هى أكثر فعالية من أسلوب كرزاى الذى يرسل جنوده نهارا إلى البيوت لجمع الضريبة الشرعية ” العشر” من زارعى الأفيون . والنتيجة قتلى وجرحى وأسرى من جنود كرزاى أنفسهم .

# تشير الأنباء المتدفقة من ” مارجه” و” ناد على” وما حولهما من مناطق إلى أن إستراتيجية ملا عبد الرزاق مطبقة بفاعلية ونجاح تام .
فهناك الكر والفر والكمائن والغارات المتواصلة . والنتيجة تساقط مستمر للجنود وإحتراق متواصل للآليات ، وطائرات الهيلوكبتر أصبحت تنقل جثث وجرحى أكثر مما تشارك فى مهام قتالية .

ـ يوم الأربعاء (21/4) هبطت طائرات الهيلوكبتر لتنقل أشلاء القتلى وتحمل معها الجرحى الذين سقطوا فى كمين بالمتفجرات دمر دبابتهم بشكل كامل .
كان ذلك يشبه يوم عطلة ، بعد معارك عنيفة أستمرت ثلاث أيام متواصلة وصفتها بيانات الإمارة فى أيام السبت والأحد والإثنين (17/18/19 أبريل ) وقد أصيب العدو بخسائر ثقيلة فى الأفراد والمعدات نتيجة كمائن المتفجرات والهجمات المباغته على القوافل .

من دلائل ذلك هو أن قوات العدو المكدسه فى القواعد العسكرية تجد صعوبة فى الوصول إلى أهدافها من أجل نجدة المواقع الأصغر أو لتموينها وتبديل الأفراد .
وتكاد تلك القواعد أن تكون فى شبه حصار فلا تكاد تخرج من حصونها حتى تواجه بمقاومة شرسة من المجاهدين . وأحيانا تنتهى تلك النجدات وتتبخر قبل وصولها إلى أهدافها . وأحيانا ما يصل منها لا يكون صالحا لأداء مهمته التى قدم من أجلها . وإن حاول العودة مرة أخرى إلى قواعده الأصلية أستقبل بنفس الطريقة ووجد أن ألغاما جديدة قد بثها المجاهدون فى طريقة وأن كمائن أخرى قد تم أعدادها إنتظارا لعودته .

وبيانات الإمارة خلال الأيام الثلاث المذكوره تصف سياقا مماثلا:
ففى يوم السبت (17/4) بلغت دبابات العدو المدمرة خمسة دبابات فى مديرية “نوزاد” بولاية هلمند وتم ذلك فى إنفجارات منفصلة ، بواسطة عبوات ناسفة وألغام .

يقول الخبر أن ثلاث دبابات دمرت فى سوق ” شينجل ” فى ميرية نوزاد ودباباتين فى سوق (سلام بازار) بنفس المديرية . وأنه أثناء التفجيرات الخمسة شن المجاهدون هجومين بالصواريخ على قوافل العدو ، فتضاعفت خسائره فى الأفراد .

مازالت البيانات تتحدث عن مديرية نوزاد فتقول أن مجاهدى المديرية كانوا يتصدون فى عملياتهم تلك لقافلة عسكرية للمحتلين تحركت من قاعدة ” شورآب” الجوية ـ القريبة من جريشك ـ وهى فى طريقها إلى مديريه موسى قلعة فى هلمند أيضا .

ويقول نبأ المجاهدين بأنه (نتيجة هذه الإنفجارات لحقت خسائر مادية وروحية فادحة بالعدو حيث نقل الجنود القتلى والمصابين ، كل مرة ، بالمروحيات من قبل الأمريكيين ). هكذا .. وفى كل مرة ، تنقل طائرات الهيلوكبتر الأمريكية الجرحى وجثث القتلى الأمريكيين والأوروبيين المتساقطين فى كل كمين وبعد كل غارة يشنها المجاهدون .

وسوف نلاحظ دوما أن جنود جيش كرزاى (العميل) لا يتمتعون بهذا القدر من الرفاهية فى ركوب الهيلوكبتر لا عند أصابتهم ولا عند موتهم .

الإثنين الدامى فى مارجة
بدأ اليوم بكمين نصبه المجاهدون لقافلة أمداد للعدو فى الساعة العاشرة من صباح الإثنين (19/4) . حين تحركت القافلة من ” لشكرجاه” عاصمة هلمند وتوجهت صوب مركز مديرية “مارجه” فأطلق أفراد كمين للمجاهدين قذائفهم الصاروخية على القافلة فأحرقوا ست شاحنات محملة بالمواد الغذائية .
#   تحركت قوة للعدو من أجل نجدة القافلة المنكوبة ، فوقعت تلك القوة فى كمين بالمتفجرات أدى إلى تدمير دباباتين بشكل كامل ومقتل جميع أطقمها ، وقدر المجاهدون عددهم بستة جنود .

#   وقت العصر من نفس اليوم وقعت تفجيرات وإشتباكات آخرى. فقد وقع إشتباك مباشر بين المجاهدين وقوات الإحتلال بجوار “مارجة” فى منطقة تدعى ” شهيد ” إستمرت المعركة ساعة كاملة . وأثناءها إنفجرت عبوة ناسفة فى جنود العدو ، فقتل جنديان وجرح ستة آخرون .
وبعد إنتهاء الهجوم قامت قوات الإحتلال بقصف المنطقة عشوائيا فلحقت خسائر بمزارع الأهالى وبيوتهم ولكن لم يصب أحد من المجاهدين .

ـ فى الرابعة عصرا دمر المجاهدون دبابة للعدو قريبا من “مارجة” بواسطة عبوة ناسفة
ـ الآلية الثامنة التى دمرها المجاهدون قرب “مارجه” فى العاشرة من مساء نفس اليوم ، كانت فى مارجه بمنطقة تدعى “مولوى “سلام تشاراهى” وقتل جميع طاقم الدبابة التى دمرتها عبوة ناسفة زرعها المجاهدون .
.. إذن فى ذلك اليوم كان لدى طائرات الهيلوكبتر الأمريكية الكثير جدا من المهام كى تقوم بها ، ضمن واجباتها كطائرات لنقل الموتى .
كان ذلك يوما تقليديا فى مارجه ، ولنقل فى هلمند بشكل عام .

الإحتلال والكلاب والمتفجرات
وكما هو واضح فإن لكمائن المتفجرات دور بارز فى مارجه وكل هلمند وباقى أفغانستان بشكل عام . وتكون أحيانا مصحوبة (بهجمات مسلحة) على القوافل ، حسب تعبير بيانات الإمارة .

حاول العدو إستخدام الكلاب فى إكتشاف المتفجرات ، إلى جانب إستخدامه التقليدى للكلاب فى التعذيب وإرهاب الأهالى وأكل جثث الشهداء .

ولكن الكلاب أثبتت فعالية محدودة جدا ، بل أن المجاهدين إستفادوا منها فى جذب إنتباه العدو إلى كمائن كبيرة بالمتفجرات أو (الهجمات المسلحة) بالصواريخ والأسلحة الرشاشة الآخرى .

فى مارجه تلاقى الكلاب نفس المصير الذى يلاقيه الجنود عند إكتشاف عبوة ناسفة . مثلا فى صباح الأحد(18/4) إكتشف كلب مدرب عبوة ناسفة زرعها المجاهدون فى طريق دورية راجلة للعدو . والنتيجة كانت تفجير العبوة فى الدورية ومصرع إثنين من الجنود وجرح ثلاثة آخرين، ومع هذا لم يذكر البيان مصير الكلب!!.

ـ فى نفس اليوم ، وعندما لم يخرج جنود كرزاى من النقطه الأمنية فى منطقة ” تازه جول كوتى” فى مديرية مارجه ، هاجمهم المجاهدون فى عقر دارهم فقتلوا جنديا وجرحوا جنديين وتضرر المبنى الحكومى .
وفى الثامنة من صباح نفس اليوم تصدى المجاهدون لدوريه راجله لجنود الإحتلال فقتلوا جنديين على الفور ـ ولم يصب أى مجاهد بسؤ .
.. وهكذا تمضى الأيام فى مارجه .

إنهم يتفاءلون بيوم الجمعة
يتفاءل المجاهدون فى أفغانستان بيوم الجمعة ، وكنا مع مولوى جلال الدين حقانى وقت الجهاد ضد السوفييت وحكومة نجيب فى كابول ، وكان يحاول أن يجعل معاركه الكبرى متوافقة مع ذلك اليوم الفضيل . وقال لنا فى تبرير ذلك بأنه ينتظر حتى وقت الظهيرة للإستفادة من فضل ذلك الوقت وفضل الدعاء فيه وفضل دعاء المسلمين جميعا لإخوانهم المجاهدين .

فلنأخذ مثالا معاصرا لأحد أيام الجمعة لنتفحص نشاط المجاهدين فى مديرية “مارجه” وما حولها ، مثل مديرية ” ناد على” القريبة منها ، ومديرية ثالثة هى ” نوزاد”.

والمديريات الثلاثة هى من مديريات الصدام الأساسية فى هلمند إلى جانب أسماء آخرى شهيرة مثل “جريشك” و”كاجاكى” و”موسى قلعة” و”سنجين” ، وغيرها من مديريات وقرى أضحت أكثر شهرة لدى الناس من عواصم كثيرة لا يكاد يسمع عنها أحد .

تقول بيانات المجاهدين عن يوم الجمعة (16/4) :
#   بدأ النشاط فى التاسعة صباحا بتفجير عبوة ناسفة فى دورية راجله لقوات الإحتلال ، فى مديرية مارجه بمنطقة “طاجيك ناو بلاك” فقتل جنديان على الفور وجرح ثلاثة آخرون ، ولا يعرف شئ عن مصير الكلاب ، وكأن البيان ترك ذلك لذكاء القارئ ، وأن كلب البنتاجون هو أول من يقتل فى تلك الأحداث ، بل أنه فى الحقيقة هو من جلب إخوانه إلى موضع العبوة المتفجرة وتسبب فى قتلهم .

#   بعد ساعة ، أى فى العاشرة حسب البيان ، تسببت عبوة ناسفة فى تدمير دبابة لقوات الإحتلال وضاع من فيها ما بين قتيل وجريح (نترك لذكاء القارئ تقدير إن طائرات نقل الموتى قد حضرت لتجميع الأشلاء ونقل الجثث ونقلها إلى مكان آمن !! ) .

الآن حان وقت الظهر ، ومع الأذان لصلاة الجمعة ، فجر المجاهدون دبابة لقوات الإحتلال بعبوة ناسفة وتم تدميرها تماما وقتل ” جميع” من كان بداخلها وتمت العملية فى منطقة تدعى “غلام محمد خان ” بمنطقة “سيستانى” من مديرية ” مارجه” الشهيرة .

أما وقت العصر فقد كان البرنامج أكثر إزدحاما .
ـ فى مديرية مارجه أيضا كمن المجاهدون لقافلة إمدادات للإحتلال فى منطقة “تريخ ناو” وكانت فى طريقها إلى” لشكر جاه ” عاصمة ولاية هلمند .
فدمر المجاهدون ثلاث شاحنات بواسطة صواريخ (RPG ) وإحترقت الشاحنات بشكل كامل .

ـ فى مارجه أيضا وفى وقت العصر نفسه دمر المجاهدون شاحنة إمداد بواسطة شحنة ناسفة فإحترقت الشاحنة وقتل سائقها وتم ذلك فى منطقة تدعى “دراب تشاراهى” من مارجه .

ـ دبابة آخرى لقوات الإحتلال تم تدميرها بعبوة ناسفة فى صحراء قرب منطقة ” شادل” بمديرية ” ناد على” وهى الشقيقة الكبرى ” لمارجه ” وكانت الدبابة تحاول العودة إلى قاعدتها ولكنها دمرت وقتل أو جرح كل من كان فيها .

ـ تذكر بيان المجاهدين فجأة أن نشاطات يوم الجمعة كانت قد بدأت فى الحقيقة فى وقت متأخر من ليله الجمعة حين فجر المجاهدون دبابة لقوات الإحتلال بواسطة عبوه ناسفة وقد أحترقت الدبابة تماما وقتل “جميع ” أفراد الطاقم .
كان ذلك مجرد يوم جمعة تقليدى فى “مارجه” وأخواتها.

ولا شك أنه تكرر ، من حيث المضمون ـ مع إختلاف التفاصيل فى أماكن كثيرة جدا داخل أفغانستان .

إنتقام المحتلين:
ـ قتل الأطفال.
ـ إهانة المصحف الشريف.
ـ قصف القرى عشوائيا .
ـ قتل المسافرين فى الطرق السريعة .
ـ تسميم فتيات المدارس.

# يفشل المحتلون دوما فى التصدى لعمليات المجاهدين ، لإنها فى الحقيقة غير قابلة للمنع ، حيث تكتيكات ” الكر والفر” التى تحدث عنها قائد المنطقة ، الملا عبد الرزاق ، وهى عمليات لا يمكن توقيها أو منعها .

الحل الأوحد المتاح للعدو هو ضرب المدنيين حتى يشكلون ضغطا على المجاهدين فيوقفون نشاطهم فى تلك المناطق. وهذا ما سنتحدث عنه الآن ، ونترك الحل الآخر والمتمثل بجرائم يرتكبها العدو وينسبها للمجاهدين .

الإنتقام من المدنيين هو سياسة دائمة ، حيث يقصف العدو عشوائيا المناطق القريبة من أماكن وقوع الهجمات والكمائن . فيقتل المدنيين ويهدم البيوت .

ثم يخرج علينا وعلى العالم بأكذوبة كبرى تبنتها هيئة الأمم المتحدة وأمينها العام، غير الأمين، “بان كى مون” فيقول بأن من بين كل خمسة قتلى من المدنيين تكون حركة طالبان مسئولة عن مقتل أربعة منهم .

وكأن الجيش الأمريكى وأتباعة من جيوش الناتو جاؤوا لحماية الشعب الأفغانى من شر نفسه ، وليس من أجل الهيرويين والنفط ومئات المليارات المنهوبة من أفغانستان وحدها ، ناهيك عن دول وسط آسيا الإسلامية.

إذا كنا نلقى نظرة هنا على أحداث شهر أبريل فقط فإن العدو أرتكب الجرائم التالية فى هلمند وحدها ، وفى الطريق القادم نحوها من قندهار:

ـ فى مساء يوم الجمعة (9/4) هاجم جنود الإحتلال مسجدا فى قرية “غلام محمد خان” فى منطقة “سيستان” من بلدة “مارجه ” وعلى مشهد من الأهالى مزق الجنود نسخة من القرآن الكريم وداسوها بأحذيتهم( تماما كما يحدث فى فلسطين المحتلة الآن. فاليهود هنا هم أنفسهم هناك وطائراتهم تهبط فى مطارات أفغانستان قادمة من “تل أبيب” ).

ـ فى يوم الأحد (11/4) هاجمت القوات الأمريكية حافلة ركاب فى مديرية “زرى” بولاية قندهار. وكانت الشاحنة فى طريقها إلى هيرات . فقتل أربعة مدنيين من بينهم أمرأة وطفلين وأصيب 18 راكبا بجراح خطيرة .{ زرى منطقة نشطة جدا ضد الأمريكيين كما سنرى عند الجولة فى قندهار}

وبالطبع سيقوم جيش الإحتلال مع حكومة كرزاى بالتحقيق فى الحادث كما فعلوا مئات المرات. ولن يحصل ذوى الضحايا حتى على مجرد إعتذار من السادة المحتلين .

ـ يوم الإثنين (12/4) هاجمت القوات الأمريكية منزلا فى الساعة السادسة عصرا فى قرية ” شنة” وأطلقوا النيران على طفلين كانا يلعبان أمام المنزل ، وإعتقلوا ثلاث مدنيين وأقتادوهم كسجناء فى قاعدتهم .

ـ سكان منطقة ” مارجه ” تظاهروا لمدة يومين ضد الإحتلال وطالبوا بتسليم الجنود الذين إرتكبوا جريمة العدوان على المصحف الشريف .

ولما لم يستجيب العدو لطلباتهم ، ولم يسلم الجنود المعتدين ، قامت عمليات كثيرة على طرقات مارجه وحولها وإستلم العدو الكثير من جنوده/ بالجملة وبالتجزأة / قتلى وأشلاء أو جرحى مصابون أصابات مميته .. وتولت طائرات الهيلوكبتر مهمة نقل الجثث وإخفاء حقيقة إنتقام الأفغان لدينهم .

(( وقديما كان الهندوس يدعون فى صلواتهم :
أيتها الآلهة إنقذينى من عضات الأفاعى ـ وأنياب النمور ـ وإنتقام الأفغان ))
وآن للأمريكيين وباقى الشياطين الذين فى خدمتهم أن يعلموا جنودهم تلاوة ذلك الدعاة الهندوسى.

من يسمم تلميذات المدارس؟؟
# أما الحل الآخر وهو الإساءة إلى سمعة المجاهدين ، فهى مجهودات فاشلة مثل عملهم العسكرى والسياسى، ومجهودهم الأفغانى كله .
وآخر “صرعاتهم” كان مسرحية تسميم فتيات المدارس بما قالوا بأنه “غازسام” .
وبعد أربع “هجمات” بالغاز على مدارس الفتيات آخرها فى العاصمة كابول، أعرب كرزاى عن إدانته لما وصفه بالعمل المخزى المتمثل بإطلاق الغاز على مدارس الفتيات.

ولمح متحدث بإسم وزارة التربية والتعليم إلى إن الهجوم قد يكون من عمل “المتمردين” أو “جماعة أخرى” تريد إفساد تعليم الفتيات .

نقول بأن الحادث بدأ فى قندز المقر الأساسى للقوات الألمانية . ومعروف أن المانيا تشتهر بصناعات الكيمياء المدنية والعسكرية منذ العصر الهتلرى . وأنها هى التى زودت صدام حسين بالأسلحة الكيماوية والغازات السامة ودربت له الخبراء. وليس بمستبعد أن يكون خبراؤها قد ساعدوه ميدانيا فى ضربات الغاز التى شنها جيش صدام ضد المدنيين فى العراق وماجاور العراق ، هذا أولا.

أما ثانيا فهو أن دولا موالية للولايات المتحدة شاهدت حوادث متطابقة تماما مع ما حدث فى مدارس الفتيات فى أفغانستان . وقيل وقتها أن ماحدث كان سلاحاً كيماويا إستخدم لإحداث عقم جماعى فى الفتيات ، ضمن تجارب دولية تجرى سرا بموافقة أنظمة باعت كل شئ فى سبيل إستمرارها فى الحكم ،أى هؤلاء من أشباه كرزاى وبطانته .

هل نحن فى حاجه إلى المزيد كى نفهم من فعل ولماذا فعل تلك الجرائم فى حق فتيات المدارس فى أفغانستان ؟؟.

لوجر تكتشف الخدعة:
لكن شعب أفغانستان لاتنطلى عليه أكاذيب البنتاجون ولا تلفيقات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. أهالى لوجر أوضحوا ذلك بجلاء حين خرجوا فى مظاهرات حاشدة فأغلقوا طريق لوجر/ جرديز “السريع”(!!) ـ انظر كيف أن الطرق لم تعد سريعة أبدا ـ ثم هاجموا قافلة إمداد تابعة لقوات الإحتلال وأحرقوا 30حاوية وصهريج بنزين ، وضجت لوجر بتكبيرات الأهالى (الاحد 20/4) .

السبب كان قتل أربعة من أفراد عائلة واحدة على يد القوات الأمريكية فى قرية “كمال خيل” قرب مركز الولاية .
وطالب المتظاهرون بتسليم الجنود الأمريكين القتلة إليهم .
بالطبع رفضت القوات الأمريكية ذلك لأنه سيفتح الباب لتسليم مسئولين كبار فى الأدارات الأمريكية الحالية والسابقة .

ولكن أهالى لوجر ، كما أهالى هلمند وكل المناطق التى شهدت أحداثا مماثلة ، تولوا أخذ الثأر بأيديهم تاركين لطائرات الهيلوكبتر الأمريكية نزح أشلاء القتلى الأمريكين من فوق أسفلت الطرقات “السريعة ” !! .

قوات المحتلين فى حالة حصار
على أى حال لم تتأخر ردة فعل هلمند وتفرعاتها من “مارجه” الأسطورة إلى “جرشك” و” ناد على” وغيرها:
ـ ففى يوم الثلاثاء (13/4) قامت مديريات مارجه وناوة وناد على بتدمير ثلاث دبابات للعدو بإستخدام العبوات الناسفة .
الملفت للنظر كان تدمير الدبابة الثالثة وهى تابعة للقوات الأمريكية ، وقد تم تدميرها بعبوة ناسفه تدار عن بعد ، وكانت الدبابة كما قال بيان الإمارة ” فى حالة الخروج من مقرها العسكرى” وأن طاقمها كله سقط بين قتيل وجريح وأن دبابة آخرى إصيبت بأضرار من جراء الأنفجار .

إن تدمير الدبابات الأمريكية وهى تحاول الخروج من مقرها فى مارجه يعنى أن تلك القوات تعيش فى حالة حصار ، وإن المجاهدين لديهم القدرة على زرع عبواتهم الناسفة على أبواب القواعد الأمريكية، وحتى على باب المدرسة الإبتدائية التى تحتلها أمريكا بجيوشها فى مارجه.

وذلك يعكس بؤس وضع القوات الأمريكية فى مارجه ، تماما كما شاهدناه فى قاعدة” شورآب” قرب جرشك ، وكما هو الحال فى معظم قواعدهم العسكرية المعزولة وشبه المحاصرة أينما كانت فى أفغانستان .

 عمليات القنص فى الميدان
لا داعى لتكرار حوادث كمائن المتفجرات والهجمات المباغته وتفجير جنود المشاة وكلابهم ” المدربة ” .
فتلك تكاد أن تصبح أحداث يومية معتادة فى هلمند . وتركز عليها بيانات الإمارة ، ولكن أحداثا أصغر من أن تهتم بها تلك البيانات تذكر عرضا ، مثل حوادث القنص .

كمثل ذلك الحادث الذى وقع فى مديرية سنجين فى هلمند فى يوم السبت(10/4) إذ يقول بيان الإمارة أن المجاهدين دمروا دبابة بعبوات ناسفة ، ويتذكر البيان أنه قبل ذلك دمر المجاهدون فى هجوم مباشر آليه لسحب الدبابات المعطوبة فى نفس المديرية .

وفى الأخير يذكر البيان حادث القنص الذى قتل فيه جندى بريطانى بنيران مجاهد إستخدم بندقية قنص من “العيار الثقيل” . وعلى الفور قتل الجندى الذى كان يقف فى نوبة حراسة أمام مقره العسكرى .

# وقد تكرر ذلك الذكر العرضى لعمليات القنص فى بيانات الإمارة فى مناطق متعددة من أفغانستان . رغم أنها تعتبر تطورا له قيمته رغم عدم إحتفاء إعلام الامارة به .
فخلال فترة الجهاد ضد السوفييت ، لم يكد أحد يذكر عمليات القنص سوى فى عمليات الجهاد الأولى من بدايته . ورغم نزول أعداد كبيرة من بنادق القنص السوفيتية الطراز صينية الصنع ، إلا أنها لم توضع فعليا قيد الإستخدام .
ومعروف أن عمليات القنص ذات فعالية كبيره وتأثير نفسى مدمر على جنود العدو ، خاصة إذا إستخدمت بشكل منهجى ضمن خطة لقائد المنطقة الجهادية .
المشكلة هنا ثقافية، وأن مجاهدى أفغانستان مغرمين بالمواجهات العنيفة ضد الأهداف الضخمة مثل القوافل العسكرية أو التصدى لهجمات العدو الرئيسيه ، وقد لا ينظرون بتقدير كبير لعملية قنص لاتتبدى فيها الشجاعة الفردية . بل قد يعتبرونها عملا غير شجاع .
وهذا يستدعى من قادة المناطق تثقيف جنودهم بفائدة القنص كسلاح فعال ومدمر لنفسيات العدو . ( ونتمنى لو أنهم نبهوهم أيضا إلى أن أهمية التصوير وقت المعركة لايقل فائدة عن إطلاق الصواريخ على القوافل العسكرية).
ويبدو أن تغييرا ثقافيا بدأ يأخذ مجاله فى موضوع القناصة. فقد تحدثت بيانات الإمارة عن حادث قنص آخر أودى بحياة جندى من الجيش المحلى كان واقف أمام مقره العسكرى فى بلده “مارجه” حدث ذلك يوم الخميس (18/4) . ولكن جاء ذلك فى إطار يوم حافل بالعمليات الصاخبة فى “مارجه” . وربما لإجل ذلك وافق بيان الإمارة على ذكر عمليات القنص التى يرى إنها ضئيلة الشأن بجانب الأحداث الجسام الأخرى التى وقعت يوم أعداد البيان (19/4).
من الإنصاف هنا أن نشير إلى أن بيانات الإمارة أشارت (أحيانا) إلى عمليات قنص لاتخلو من إبداع تكتيكى. مثل عملية قنص ناجحة تستدرج العدو إلى مطاردة تقوده إلى كمين معد سلفا. وهذا ما حدث فى منطقة ” قرة باغ” فى ولاية غزنى. ويصف ذلك نص البيان كالتالى ضمن أحداث تلك المنطقة “فى يوم 18/4” :
( .. فى البداية قنص المجاهدون جنديا عميلا واقفا أمام مقره العسكرى فى المنطقة، وبعد هذا خرج عدد من جنود العدو لمطاردة المجاهدين، حيث فجرت العبوات الناسفة عليهم).
ولعلنا نفهم من هذا الحادث وآلاف الحوادث الأخرى سبب قول البنتاجون بأن المجاهدين أصبحوا يستخدمون بمهارة تكتيكات معقدة.
ـ فى السادسه صباحاً ، وأمام مقر القوات الأمريكية السجينة فى مارجه، دمر المجاهدون عبوة تدار عن بعد فى دورية راجله للجنود الأمريكيين فقتل ستة جنود على الفور ومعهم مترجمهم وأصيب عدد كبير من جنود الدورية .
ـ ثم أنفجرت عبوة مماثلة فى فريق نزع الألغام وقتلت إثنان منهم على الفور فى منطقة (عباد الله قلف ).
ـ ومساء الخميس (8/4) فجر المجاهدون بعبوه ناسفة سيارة للشرطة ودمروها تماما وقتل وجرح ركابها السبعة .
ـ وفى عصر نفس اليوم وبنفس الطريقة تم تدمير سياره رينجر للجيش المحلى “العميل” فيما بين مدينة ” لشكرجاه” و “مدينة جرشك” . وقتل وأصيب ركابها السبعة أيضا .

دبابة فى البئر
قد يكون ذلك من العجائب. أن تسقط دبابة أمريكية فى بئر ماء فتنحشر بداخله ويقتل جميع أفراد الطاقم .
القتلى نقلتهم “بأمان” طائرات الهيلوكبتر كالعادة . أما الدبابة نفسها فهى فى حاجة إلى معجزة تكنولوجية لإخراجها. وربما إستدعى الأمر عقد تحالف دولى وطرح مناقصة عالمية، أو عرض مكافأة سخية لمن يتمكن من إخراج الدبابة المحشورة أو يدلى بمعلومات أمنية تؤدى إلى إخرجها من الكريز .
ولمن لا يعرف نظام (الكريز) : فهو نظام رى يعتمد على حفر عدة آبار ضخمة ثم توصيلها ببعضها فيجرى الماء بينها فيما يشبه نهر تحت الأرض . وفوهة البئر هى من الضخامة بحيث تكفى لإستقبال دبابة أمريكية.
وقد وقع الحادث ، وطبقا لبيان الإمارة ـ فى الساعة العاشرة من صباح الجمعة (23/4) فى منطقة (بئر كريز) بمديرية نوزاد فى ولاية هلمند .

إنطباق الجبل على الدبابات الألمانية
قبل يومين من غرق الدبابة الأمريكية فى البئر ، إنطبقت جبال بدخشان ـ فى أقصى الشمال الشرقى ـ على قافلة للدبابات الألمانية ( جيش رايخ النازى للفوهرر أنجيلا ميركل ) .
يقول بيان الإمارة أن قافلة الدبابات كانت تمر فى مضيق ” قرة كمر” القريب من العاصمة ” فيض آباد ” . وحين مرور القافلة المدرعة ( فى الخامسة من عصر يوم الأربعاء 21/4)،أحدث المجاهدون إنفجارين فى الجبل فسقطت كميات كبيرة من الصخور فوق الدبابات ، فتحطمت دبابتين وقتل 8 جنود من أطقمها .
وتولت المروحيات الأمريكية نقل جثث القتلى الألمان إلى “مواقع آمنة” .
وما زالت الدبابات المحطمة مدفونة تحت الصخور وسط الممر الجبلى إلى ساعة إعداد هذا البيان.

ـ لم يعط بيان الإمارة التركيز اللازم على مأساة الدبابات الألمانية التى إنطبقت عليها جبال بدخشان، أو على مآساة الدبابة الغارقة فى البئر. ذلك لأن الضجيج الصاخب للعمليات الروتنية اليومية التى جرت فى ذلك اليوم غطت على مآساة الدبابات وأطاقمها .

فقد إنشغل بيان الإمارة بالعمليات التالية فى هلمند فى ذلك اليوم:
ـ فى مارجه تم تفجير دورية مشاة أمريكية حاول أفرادها تفكيك عبوة ناسفة فقتل ستة جنود قرب محلات الطاجيك فى المديرية ،( ولا ذكر للكلاب هنا!!).

ـ وفى الثانية عشر ظهرا (!!) هاجم المجاهدون ولمدة ساعة ونصف الساعة (!!) دورية من مشاة العدو فى مارجه / منطقة “عبد الرحمن جوتشاراهى” / فتمكنوا من قتل وإصابة خمسة جنود أمريكين . وقد أصيب فى الهجوم مجاهد واحد .

{{ نلاحظ غرابة توقيت الهجوم وطول فترة الإشتباك. بما يدل على ضعف شديد فى قدرات العدو من حيث الإسناد الجوى لقواته الموروطة، ومن حيث ضعف قواته البرية فى الإستجابة البرية السريعة خوفا من المتفجرات ومشاة المجاهدين الكامنين فى كل شبر من أرض مواتية تماما لشن هجمات قاتلة }} .
إنها إستراتيجية الملا عبد الرزاق تعمل على الأرض بكفاءة تامة .

يكفى هلمند إلى هذا الحد تفاديا للتكرار .. فهكذا هو روتين الحياة هناك. وذلك سبب كاف لتزايد الإنهيارات النفسية وحالات الإنتحار بين جنود الجيش الأمريكى والناتو .

بقلم  :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)
copyright@mustafahamed.com

المصدر  :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
www.mafa.world