فى إنتظار ” غضبة عثمانية ” من الرئيس التركى

0

قد يتطلب الأمر الآن إرسال رسالة عاجلة إلى رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان.
والسبب أو المناسبة هى إرسال قوات تركية جديدة من مشاة البحرية إلى أفغانستان بعد أن تسلمت تركيا من فرنسا مهمة قيادة قوات كابول بداية من شهر نوفمبر 2009.

فنقول له أن ذلك العمل مؤلم جدا لكل أفغانى ولكل مسلم ، لما لتركيا من مكانة معنوية وتاريخية عظيمة لدى جميع المسلمين. ولكنها الآن ترسل قوات قتالية إلى أفغانستان إستجابة لطلب أمريكى، وتماشيا مع سياسة حلف الناتو التى هى عضو فيه.

نذكر رئيس الوزراء التركى بموقف الإتحاد الأوروبى ـ وتحديدا فرنسا التى سلمته القيادة فى كابول ـ من موضوع إنضمام بلاده إلى الإتحاد الأوروبى. وكم كان ذلك الموقف عنصريا ومهينا إلى درجة صفعت الكبرياء التركى التقليدى، فإستدار السياسى التركى على عقبيه ويمم وجهه شطر المشرق العربى والإسلامى مرة أخرى كبديل محتمل عن الغرب الأوروبى.

وطاب للأتراك ـ ولغير الأتراك ـ أن يصفوا ذلك بأنه صحوة للروح العثمانية القديمة. وحتى صار الرئيس “رجب” رمزا لتلك الروح التى تقمصها بشكل لافت للنظر.

ولا ينسى العالم موقفه من الإرهابى الصهيونى شيمون بيريز فى مؤتمر “ديفوس ـ 2” حين غادر المنصة إحتجاجا على منظمى المؤتمر لعدم إعطائه فرصة للرد على الإدعاءات الصهيونية بخصوص حرب غزة. كان موقفه آنذاك وبشهادة الجميع أفضل من مواقف كل العرب بما فيهم الأمين العام للجامعة العربية الذى كان جالسا على نفس المنصة، ولكنه لم يستطع مجاراة الرئيس التركى، وإكتفى بأن قام وصافحه وهو يغادر، ثم عاود الجلوس خشية على مستقبله السياسى إن هو تمادى فى تأييد موقف تركى لايروق لإسرائيل.

ـ ثم هناك مواقف الرئيس التركى المناصرة لأهل غزة . ثم إلغائه مشاركة إسرائيل فى مناورة جوية مشتركة، وإشراكه سوريا فى تلك المناورات. ثم تأييده لإيران من أجل برنامج نووى سلمى، مع مطالبته بمناقشة دولية للتسليح النووى الإسرائيلى.

ـ ثم هناك مجهودات هائلة للرئيس التركى من أجل تشكيل محور إقليمى يكون ثقلا فى تحديد إستراتيجيات تلك المنطقة المفككة والمسماة بالشرق الأوسط (الكبير منه والصغير) والذى لايكاد العالم يرى فيه إرادة سياسية أو وجودا إستراتيجيا سوى لدولة واحدة هى إسرائيل.

تسعى تركيا إلى تكوين جبهة من عدة دول معروف منها الآن سوريا وإيران، ويحاول الرئيس التركى ذلك مع العراق وباكستان.

ـ ثم نراه مع رئيسه “عبدالله جول” يحاولان مع ضيوفهما من الرءساء الذين حضروا إجتماعات الدورة الثانية والعشرين للقمة الإقتصادية لمنظمة المؤتمر الإسلامى فى مساعى ضخمة لإنشاء، تكتل ما، فى المنطقة الإسلامية الخامدة. فربما تتحول إلى رقم له وزنه فى سياسات العالم. خاصة وأن السقوط الأمريكى أضحى وشيكا فى أفغانستان. والعالم أجمع يترقب والكل يجهز أوراقه لإستقبال ” تسونامى” عالمى لم يسبق له مثيل حتى فى ذلك “التسونامى” الذى أعقب الإنهيار السوفيتى بعد هزيمته ـ أيضا ـ فى أفغانستان.

نقول للرئيس التركى أن موقفك من أفغانستان يعتبر سقطه رهيبة فى صورتك السياسية الحديثة. وثقبا أسودا فى مجهوداتك الضخمة للخروج بشئ له قيمة فى الموقف الإسلامى المنهار. فكل السياق المذكور يتهاوى أمام إرسالكم قوات إلى أفغانستان لمساندة أمريكا وحلف الناتو فى حرب عدوانية على شعب مسلم كان له جميلا فى عنق البشرية بقضائه على الهمجية السوفيتية، وهو الآن على وشك الآن أن يطوق عنقها بجميل آخر حين ينهى غرور القوة الأمريكية البغيضة.

ولكنك أيها السيد الرئيس ستكون للأسف فى معسكر الأعداء المهزومين وسوف تحاسب شعبيا وتاريخيا على ذلك الموقف المشين.

إن اللحظة الآن مناسبة ـ وقبل أن يفوت الأوان ـ أن تقف موقفا حاسما غاضبا ، من تلك المواقف العثمانية التى إشتهرتم بها، فتعلن عن سحب قواتك من أفغانستان داعيا إلى وقف تلك الحرب الظالمة وإلى سحب جميع القوات المعتدية منها ـ ولا نقول أن تأمر قواتك أن تنضم بكامل أسلحتها إلى مجاهدى الإمارة الإسلامية ـ لأن ذلك فوق طاقتكم وخارج عن العقيدة العلمانية لجنرالات جيشكم ـ فقط إسحب قواتك من ميدان معركة فى أفغانستان لا ناقة لك فيها ولا جمل، معركة ضد شعب مسلم يعتز أيما إعتزاز بالتاريخ الإسلامى لدولتكم تركيا.

أيها الرئيس إن شعب أفغانستان ينتظر منكم غضبة “عثمانية” تعيد الحق إلى نصابه.

بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
copyright@mustafahamed.com

المصدر  :
موقع مجلة الصمود (إمارة أفغانستان الإسلامية)
http://124.217.252.55/~alsomo2



ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا